اقرأ أيضًا

علوم الاقتصاد وعلوم التدبير- المدارس الاقتصادية الكبرى.

علوم الاقتصاد وعلوم التدبير

المدارس الاقتصادية الكبرى.

المدرسة التجارية:

تعريف:

إجتمع الكثير من المفكرين في هذه المدرسة بأفكارهم التجارية لذا لا يمكننا نسبتها الى مفكر معين، حيث ظهرت هذه المدرسة مع بداية القرن 15 الى منتصف القرن 18. وقد سماهم الاقتصادي الكبير آدم سميث (Adam smith) بالتجاريين أو المدرسة التجارية، على غرار أننا لا نجد عند التجاريين تحليلا اقتصاديا واسعا إلا أنهم طرحوا اسئلة مهمة، ما هي الثروة؟ لماذا ترتفع الاسعار؟…

ومن بين أهم أفكارهم هي ضرورة أن تكون الدولة قوية وأن تكون غايتها الاقتصادية هو تحقيق القوة ولهذا سميت نظريتهم بالاقتصاد للقوة، وأن ثروة اي بلد تتمثل في ما يملكه من ذهب وفضة ولو على حساب الدول الأخرى.

لذلك شهدت أوروبا صراعات بين بريطانيا وفرنسا على المستعمرات مما أدى الى اقامة ما يسمى بالعهد الاستعماري لتنظيم التوسع الاستعماري وكان أبرز بنود هذا العهد ما يلي:

  • اعتبار المستعمرات مناطق نفوذ الدولة المستعمرة.
  • تكتفي المستعمرات بتصدير المواد الخام للدول المستعمرة ولا يجوز لها انشاء صناعة خاصة.
  • يجب على المستعمرات شراء المنتجات التي تحتاجها من عند المستعمر فقط.

نقاط ضعف المدرسة التجارية:

1) خطأهم في تحديد معنى الثروة، حيث عرفتها بمجموع المعادن النفيسة وهي في الحقيقة إضافة الى ذلك ما تنتجه الدولة من سلع ومواد.

2) تسببت في حروب تنازعية على المستعمرات للسيطرة على الأسواق والمعادن.

التخليط بين تعريف النقود و الثروة.

3) إدانة هذه المدرسة التجارية أخلاقيا باستغلال وافقار المستعمرات باعتبارها سوقا للتصدير ومصدرا للمواد الخام.

المذهب الطبيعي أو الفيزيوقراطي.

نشأ هذا المذهب في القرن 18 في فرنسا، ويهتم بمعرفة العلاقة بين الطبيعة والإنسان وكذلك بوجود قانون طبيعي يحكم المجتمع الإنسان وتؤمن له سعادته تفسير جميع الظواهر الاقتصادية انطلاقا من هذا القانون الطبيعي وإن الأرض والزراعة هي مصدر الثروة واعتبارها القطاع الإنتاجي الأول وكان أهم رواد هذا المذهب المفكر (فرانسوا كيني) و (ويليام بيتي) حيث هاجموا فرض القيود التجارية لأنها تضر بالمورد والمصدر.

ويتميز هذا المذهب الطبيعي أو الفيزيوقراطي بالمبادئ التالية:

  1. مبدأ المنفعة الشخصية.
  2. مبدأ الحرية التجارية والصناعية «دعه يعمل دعه يمر».
  3. مبدأ المنافسة.

المدرسة الكلاسيكية.

تعريف:

شكلت هذه المدرسة الكلاسيكية مرجع لمجموعة من الأساسيات الاقتصادية الجزئية والكلية ابتداء من رائدها آدم سميث (Adam smith) في القرن 18.

ذهب آدم سميث إلى حرمان الدولة والحاكم السياسي من أي نشاط صناعي أو تجاري ولا يحق للدولة التدخل في الاقتصاد بين الأفراد والأمم وأن هذه المصلحة تتضرر بتدخل الدولة، وبين ذلك على أن المصالحة الفردية هي الدافع لأي نشاط اقتصادي.

إن النشاط الاقتصادي تحكمه مجموعة من القوانين الخاصة ك العرض والطلب وقوانين الطبيعة الانسانية وأنها تقوم بدورها في حالة عدم تدخل الدولة لتحقيق مصالح المجتمع ورغبات الفرد في ظل اقتصاد السوق الحر ويسمح للدولة فقط بالاهتمام بالخدمات الاجتماعية الضرورية والبنية التحتية والحفاظ على الاستقرار والأمن والدفاع عن الوطن من أي تهديد خارجي.

كتاب ثروة الأمم لآدم سميث Adam smith.

يعتبر كتاب ثروة الأمم لآدم سميث أول كتاب في علم الاقتصاد الذي أخذ أفكاره من الطبيعة الإنسانية، وقد جاء في الوقت الذي كانت فيه المدرسة التجارية مسيطرة حيث كانت الدولة تتدخل في شؤون التصدير والحد من الاستيراد.

كما أراد سميث أن يكون المحرك الاقتصادي يتمثل في حرية المبادرة والإنتاج والمنافسة بين السلع والخدمات.

إن علم اقتصاد سميث وريكاردو يوحي وكأنه يعبر عن مصالح الجميع ولكنه في الحقيقة يعبر عن طبقة تتركز بيدها رؤوس الأموال، بعكس ما جاءت به المدرسة التجارية التي تعكس على وجهة النظر البلد القوي المهيمن الذي يسعى لإستغلال البلدان الأخرى وكانت الفيزيوقراطية تعبر عن وجهة النظر الدول الأقل نجاحا للمطالبة بالمساواة.


المدارس الاقتصادية الكبرى.

المدرسة الماركسية.

مقدمة:

بدأ ماركس ببناء نظري ينتقد فيه النظام الاقتصادي السياسي الكلاسيكي وقدم بديلا لقوانين الاقتصاد الرأسمالي وحركته الذي يمكن تلخيصه فيما يلي:

  • اهتم الكلاسيكيون بمظهر الفني العددي ونسوا الاهتمام بكيفية الظواهر الاقتصادية.
  • (الاستلهام للفرد) ذا طبيعة أنانية حيث يربطون الظواهر الاقتصادية بالرجل الاقتصادي.
  • كما ينتقد مارك اعتبار الظواهر الاقتصادية أبديه وأنها صالحة لكل زمان ومكان.

الاقتصاد السياسي بالنسبة لماركس يتعلق بعملية الإنتاج والتوزيع بطبيعتها الديالكتيكية، والظواهر الاقتصادية لهذه العملية لها طبيعة ديناميكية ومن ثم تكون القوانين التي تحكمها ذات طبيعة اجتماعية وتاريخية.

جاء التحليلات ماكس الاقتصاد السياسي الكلاسيكي بعد استفحال التناقضات الطبقية في النظام الرأسمالي التي عرفت الطبيعة استغلالية وقهرية، في أربعينيات القرن 19.

كتاب رأس المال لماركس Marcus.

كشف ماركس في كتابه القانون العام للتراكم الرأسمالي من خلال تحليله للبضاعة حيث بين فيه التراكم الواقع في الطبقة الرأسمالية والبؤس الحاصل للطبقة العاملة، و بالتالي فإن النظام الرأسمالي لا يقضي على الفقر كما تروج له الليبرالية بل تجعلها أعمق.

و من خلال دراسة ماركس للاقتصاد السياسي و مشاركته في الأحداث الثورية بفرنسا و ألمانيا و معايشة ظروف العمال في إنجلترا استطاع أن يكشف لنا الدور التاريخي الذي لعبته الطبقة العاملة.و وضع ماركس نظرية فائض القيمة في الاقتصاد السياسي الاشتراكي. كما تنبأ ماركس بزوال الرأسمالية و حلول الاشتراكية محلها.

الكلاسيكية الجديدة:

مقدمة:

في أواخر القرن 19 بدأت الكلاسيكية الجديدة في تقديم أفكار الاقتصاد الحدي الذي برز بفضل الجيل الأول من المفكرين الحديين مثل (ويليام ستانتي و كارل منجر) حيث تطور هذا الفكر من خلال الجيل الثاني من المفكرين مثل ( ألفريد مارشال و فون بوم ).

نشأ هذا الفكر في وسط تاريخي من تطور النظام الرأسمالي حيث شهد تكون الطبقة العاملة و أشكالها النقابية و السياسية. كان من الصعب إبقاء الأفكار الكلاسيكية القديمة حيث أن الأفكار الرأسمالية تجلب الرفاهية والعدالة للجميع، والبحث عن أفكار أخرى تحقق فعلا التوازن بين ثراء الطبقة الرأسمالية وحقوق الطبقة العاملة.

الكلاسيكية الجديدة نظرية كينز:

لم يستطع المذهب الكلاسيكي المعتمد على نظام السوق وقانون طبيعي وعلى الحرية الاقتصادية المطلقة الصمود أمام الأزمات الاقتصادية واشهرها أزمة 1992، الأمر الذي دفع الى الاعتراف بدور الدولة في إعادة التوازن الاقتصادي حيث ظهر هذا الفكر من داخل الفكر الليبرالي نفسه.

بين كينز أن آلية السوق لا تحقق المصلحة الوطنية لأنها تنتج البطالة والاستغلال الفاحش والأزمات الاقتصادية المتكررة، وأعطت أفكاره بديلا عن المذهب الكلاسيكي بشرط أن يتحقق التوازن بين الادخار والاستثمار وفسر بأن الأزمة عبارة على نقص الطلب لذلك يجب العمل على زيادة الطلب الاستثماري والاستهلاكي. ويرى كينز على أن الدولة يجب ان تعوض النقص في الطلب الاستثماري وتحفيز الاستثمار الخاص من خلال زيادة السيولة و استخدام سياسة النقدية متوازنة وتخفيض معدل الفائدة…

جوهر السياسة الكينزية:

حددت السياسة الاقتصادية الكينزية الأولويات فيما يلي:

  • 1) المسائل الاجتماعية: حيث يجب تحقيق التشغيل الكامل لأنه دليل الصحة الاجتماعية وسبب لها.
  • 2) الاقتصاد: يتحقق الاستخدام الكامل في تحقق الازدهار في تحقق ارتفاع الدخل القومي.
  • 3) النقد والتمويل: فلا خوف من التضحية بعد كل هذا، بالاستقرار النقدي وموازنة الدولة.

الليبرالية الجديدة.

مقدمة:

إن ما يميز الخطاب الليبرالي الكلاسيكي والمعاصر هو الاهتمام بمبدأ الحرية (دعوه يعمل)، وعلى أن الدولة لا ينبغي أن تتولى ادارة الاقتصاد وأنه ينظم نفسه بنفسه عن طريق آلية السوق.

حقق هذا الفكر نجاحا كبيرا في القرن 19 مع انتشار التصنيع و التجارة الحرة واقتصاد السوق الخالي من الحكومة حيث نشأ هذا النظام في انجلترا أولا ثم انتشر في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية ثم الشرقية ثم وصل في بداية القرن 22 إلى الدول النامية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وفي نهاية الثمانينيات القرن 22 ظهرت حركة عالمية من أجل دمقرطة الأنظمة السياسية في كل العالم وتحرير السوق العالمية وتأكيد تفوق القطاع الخاص على العام وبالتالي تقدم الليبرالية نفسها كبديل وحيد صالح للتطبيق على الصعيد العالمي خصوصا بعد انهيار الخطاب الاشتراكي.

أزمة السبعينات:

سيطر الاقتصاد نيوكلاسيكي على علم الاقتصاد في النصف الثاني من القرن 20، الذي يلخص العملية الاقتصادية في آليات السوق من عرض و طلب ويرى على أن السوق هو مجال مستقل بذاته و يدير نفسه بنفسه، حيث تبنت المنظمات العالمية المالية والسياسية مثل الأمم المتحدة و صندوق النقد الدولي و البنك الدولي هذا الفكر الذي يتمثل في تحرير الاقتصاد والانتقال إلى اقتصاد السوق الحر التي فرضتها تلك المنظمات على الدول النامية و الاشتراكية السابقة.

ويتكون الاقتصاد النيوكلاسيكي من عدة مدارس أهمها المدرسة النمساوية التي أسسها (كارل مانجر) واعتمد على افكارها طوال القرن 22، نيوكلاسيكيون الإنجليز والأمريكيين واعتبروها مصدرا رئيسيا في تحليل الأسس النظرية والمنهجية نظرياتهم.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-